أهم معالم عمّان السياحية

أهم معالم عمّان

تُعدّ مدينة عمّان عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية من أبرز المدن التي تجمع بين عبق التاريخ وحداثة الحاضر، وقد كانت عبر القرون مركزًا حضاريًا هامًا شهد قيام حضارات عدة، مثل العمونية والرومانية والبيزنطية والإسلامية، ما جعلها تحتضن عددًا كبيرًا من المعالم الأثرية والثقافية والدينية والمعمارية المتميزة. ويمتد تاريخ عمّان لما يزيد عن سبعة آلاف عام، لتغدو في وقتنا الحالي مدينة نابضة بالحياة تعكس التعدد الثقافي والحضاري، وتشكّل وجهة سياحية رئيسية في المنطقة.

المدرج الروماني

يُعدّ المدرج الروماني من أبرز المعالم الأثرية في قلب عمّان، ويقع في منطقة وسط البلد، ويعود بناؤه إلى القرن الثاني الميلادي خلال حكم الإمبراطور أنطونيوس بيوس. يتسع المدرج لنحو ستة آلاف متفرج، وقد بُني في منحدر طبيعي لضمان أفضل رؤية وصوت للجمهور، ويواجه الشمال لحماية الحضور من أشعة الشمس.

تم ترميمه في العقود الأخيرة وأصبح مكانًا تقام فيه الفعاليات الثقافية والموسيقية، وهو يعكس فن العمارة الرومانية بدقة تصميمه وقوته الإنشائية، ويتصل بجواره بـ”الساحة الهاشمية” التي تعد منطقة نابضة بالحياة، وتُظهر تداخل التاريخ مع الواقع الحديث.

جبل القلعة

يُعد جبل القلعة واحدًا من أقدم المرتفعات في عمّان، ويحتوي على أطلال وآثار تعود لعصور متعددة، منها العمونية والرومانية والبيزنطية والإسلامية. من أبرز معالم هذا الجبل معبد هرقل الذي يعود إلى العصر الروماني، وهو يتميز بأعمدته الضخمة المتبقية حتى اليوم، ويُعتقد أن المعبد كان مخصصًا لعبادة الإله هرقل.

كما يحتوي جبل القلعة على بقايا كنيسة بيزنطية، والقصور الأموية، وأيضًا متحف الآثار الأردني الذي يضم قطعًا أثرية هامة تمثل تاريخ الأردن من عصور ما قبل التاريخ حتى العهد الإسلامي.

متحف الأردن

يقع متحف الأردن في منطقة رأس العين، وهو من أكثر المتاحف حداثة في المملكة، ويعرض سردًا شاملاً لتاريخ الأردن الثقافي والحضاري. يضم المتحف مجموعات أثرية متميزة، من ضمنها “مخطوطات البحر الميت” وأقدم تماثيل بشرية مصنوعة من الجبس، وهي تماثيل “عين غزال” التي يعود تاريخها إلى نحو ٧٥٠٠ سنة قبل الميلاد، وتُعد من أقدم التماثيل المكتشفة في العالم.

يعتمد المتحف على أساليب عرض تفاعلية حديثة، ويتيح للزوار تجربة ثقافية معرفية تتجاوز العرض الكلاسيكي، مما يجعله مركزًا ثقافيًا وتعليميًا حيويًا.

مسجد الملك عبد الله الأول

يقع مسجد الملك عبد الله الأول في منطقة العبدلي، وقد بُني في خمسينيات القرن الماضي، ويتميز بتصميمه الإسلامي التقليدي وقبّته الزرقاء اللافتة للأنظار. يتسع المسجد لآلاف المصلين، وهو من أبرز معالم المدينة الدينية والمعمارية.

يشكّل المسجد مزيجًا بين الأصالة والحداثة، ويُستخدم أيضًا كمركز للأنشطة الدينية والثقافية في المناسبات الإسلامية المختلفة، ويعد من الأماكن التي تستقطب الزوار والسياح من مختلف الدول للاطلاع على الطراز المعماري الإسلامي في الأردن.

مسجد الملك الحسين بن طلال

يُعد من أكبر المساجد في الأردن، ويقع في غرب عمّان ضمن حدائق الحسين العامة. يتميز المسجد بطرازه الإسلامي الأندلسي وأربع مآذن شاهقة. كما يضم متحف حياة الرسول ﷺ، وهو متحف تفاعلي يروي سيرة النبي محمد ﷺ بطريقة بصرية حديثة تعتمد على التقنية، إضافة إلى وجود مكتبة ضخمة ومرافق تعليمية وثقافية.

يشكل المسجد مع المتحف المجاور له واحدًا من أكثر المجمعات الدينية والتعليمية تطورًا في المنطقة.

شارع الرينبو

يمثل شارع الرينبو في جبل عمّان أحد أهم الوجهات السياحية والثقافية في العاصمة. يمتد الشارع بطوله فوق أحد التلال السبعة التي بُنيت عليها المدينة، ويجمع بين الطابع التاريخي والعصري في آنٍ واحد.

يضم الشارع مقاهي تقليدية، ومعارض فنية، ودور سينما مستقلة مثل سينما الرينبو، بالإضافة إلى بيوت أثرية تم ترميمها وتحويلها إلى مراكز ثقافية أو مطاعم. ويُعدّ هذا الشارع مثالًا حيًا على التعايش بين التراث والحداثة.

شارع الوكالات

يقع شارع الوكالات في منطقة الصويفية، ويُعتبر من أبرز وجهات التسوق العصرية في عمّان. يتميز الشارع بمحلات الماركات العالمية، والمطاعم الراقية، والمقاهي، كما يشهد نشاطًا كبيرًا في المناسبات الاجتماعية مثل رمضان والمناسبات الوطنية.

يعكس الشارع جانبًا من نمط الحياة الحديث في عمّان، ويُعتبر وجهة رئيسية لزوار المدينة الباحثين عن تجربة تسوق عصرية.

متحف السيارات الملكي

يقع المتحف داخل حدائق الحسين، ويعرض مجموعة فريدة من السيارات والدراجات النارية التي استخدمها ملوك الأردن منذ عهد الملك المؤسس عبد الله الأول حتى عهد الملك عبد الله الثاني.

يبرز المتحف تطور وسائل النقل في المملكة، كما يعرض سيارات نادرة مثل سيارات رولز رويس الفاخرة وجيب الملك حسين المستخدم في الحرب العربية الإسرائيلية. المتحف يمثل ذاكرة وطنية متحركة تحكي تاريخ المملكة الحديث من منظور مختلف.

المدرجات والمواقع الثقافية الحديثة

بالإضافة إلى المواقع الأثرية، تشهد عمّان تطورًا ملحوظًا في البنية التحتية الثقافية، فقد انتشرت المسارح وقاعات العرض مثل مركز الحسين الثقافي، ومسرح البلد، والمسرح الملكي، مما عزز من الحراك الثقافي والفني في المدينة.

كما تستضيف عمّان العديد من الفعاليات السنوية مثل “مهرجان عمّان السينمائي الدولي”، و”مهرجان موسيقى البلد”، وهي فعاليات تجذب المثقفين والفنانين من داخل وخارج الأردن.

متحف الأطفال الأردني

يقع المتحف في حدائق الحسين، ويُعد من أبرز الوجهات التعليمية الترفيهية للأطفال في الأردن، وهو من أوائل المتاحف المتخصصة في التعليم التفاعلي في المنطقة. يقدم المتحف برامج تعليمية مبتكرة، ومعارض تفاعلية تساعد الأطفال على استكشاف مفاهيم علمية وفنية بطرق ممتعة، مما يرسخ مفهوم التعليم من خلال اللعب.

مدينة الحسين الرياضية

تُعد مدينة الحسين للشباب من أقدم وأهم المنشآت الرياضية في الأردن، وقد تم إنشاؤها في خمسينيات القرن العشرين. تضم المدينة ملاعب وصالات رياضية ومرافق تدريبية متعددة، وتُعتبر مركزًا رئيسيًا للأنشطة الرياضية الوطنية والدولية، كما تحتوي على حدائق عامة ومساحات مفتوحة يمارس فيها المواطنون الرياضة أو التنزه.

متحف الحياة الشعبية

يقع بجوار المدرج الروماني، ويعرض ملامح الحياة اليومية في الأردن عبر العصور، من خلال الأزياء التقليدية، والأدوات المنزلية، والحرف اليدوية. يُعد المتحف نافذة هامة لفهم الثقافة الشعبية والتراث غير المادي في الأردن.

جدول لأهم المعالم في عمّان ومواقعها

البنية الحديثة والمولات التجارية

في الجانب الحديث من عمّان، تتوزع مراكز التسوق الفاخرة والمرافق التجارية التي تعكس النمو الاقتصادي والتطور العمراني، مثل “تاج مول”، و”سيتي مول”، و”العبدلي مول”، حيث تتواجد الماركات العالمية ومراكز الترفيه والمطاعم المتنوعة. تعكس هذه المراكز أسلوب الحياة العصري الذي أصبح سمة للعديد من مناطق عمّان الحديثة، لا سيما في عبدون ودير غبار والشميساني.

خاتمة

تتجلى في عمّان صورة المدينة المتوازنة التي تجمع بين الماضي العريق والحاضر المتقدم، بما تمتلكه من معالم أثرية شاهدة على الحضارات التي مرت عليها، وبنية حديثة متطورة تؤهلها لأن تكون مركزًا إقليميًا هامًا في مجالات السياحة والثقافة والاقتصاد. إن زيارة عمّان لا تعني فقط التعرّف على مكان جغرافي، بل هي رحلة استكشافية لمدينة تحمل في طياتها تاريخ أمة وهوية حضارة مستمرة في النماء والتطور.

المراجع:

1. وزارة السياحة والآثار الأردنية – www.tourism.jo

2. دائرة الآثار العامة الأردنية – www.doa.gov.jo